التقاليد التي بها نعتز و نفتخر .
و لم يكن هذا إلا نتيجة الهجمة الغربية الشرسة على ديننا و أخلاقنا ، و التي يلعب الإعلام دوراً هاماً يوميا في نشرها و تجذيرها ، و ليس هذا مستغرباً فقد { ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم } / سورة البقرة آية 109 ، لذا كان هذا التراجع الكبير عن أخلاقنا و آدابنا أمام ما هو مستغرب و مستهجن و محرم .
فكان لا بد من رد عملي ميداني يأتي في سياق الردود الواجبة ، دفاعاً عن الأجيال الصاعدة ، و تحصيناً لشبابنا في سلوكهم و آدابهم .
فجاءت هذه الخطوة الأولى المتواضعة لنشر و تعليم بعض من أخلاقنا . . هذه الخطوة التي و إن بدت بسيطة كمن يرد السيف بيده إلا أنها أقل الواجب في تنبيه الأمة لما يجري ، و فيها شيء من تدعيم لوجودنا ، وصيانة لمجتمعنا ، و تأكيد لتاريخنا ، و اعتزاز بأصالتنا .
فكان لا بد من وقفة . . . و كلمة ":
" و وصىَّ بها إبراهيم بنيه و يعقوب ، يا بنيَّ إنَّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون "/ سورة البقرة آية 132 .
آداب التعامل مع الأب و الأم و الجد و الجدة
إذ دخلت عليهم أو على أحدهم فكن البادئ بإلقاء التحية مبتسماً ، أما إذا كنت لا تراهم يومياً ، فصافحهم و قبِّلهم أو قبِّل أيديهم .
افتتح الحديث بما يرغبون الاطمئنان عنه و معرفة أخباره أو ما يسرهم سماعه .
احرص قدر الإمكان على عدم قيامهم لعمل ما بأنفسهم أثناء وجودك جالساً معهم و أنت تنظر أو تتلهى بما ليس ضرورياً . . . إلا إذا كانت رغبتهم في ذلك .
إذا جلست معهم إلى مائدة الطعام فابدأ بالسكب في صحونهم أولاً و قرِّب إليهم البعيد مما يرغبون في أكله قبل أن تبدأ بنفسك .
لا تدعهم يقومون عن مائدة الطعام لفتح الباب أو استقبال الزائرين أو للرد على الهاتف أو لإحضار شيء وتبقى جالساً .
بعد الانتهاء من تناول الطعام ساعدهم على نقل الأواني إلى المطبخ و وضع كلاً منها في مكانه المخصص ، في البراد أو المجلى (حوض الغسيل) . . .
إذا أردتم مغادرة البيت لرحلة أو نزهة أو زيارة . . . ، فكن أنت الذي يحمل الأغراض ، خاصة ، الثقيلة منها ، و لا تدعهم ينتظرونك خارجاً مع الحر أو البرد الشديدين فيما أنت ترتدي ثيابك أو تسرح شعرك أو تتحدث مع أصدقائك .
كن أنت الذي يخرج أخيراً من المنزل ، و يتفقد إحكام غلق الأبواب ..
لا تخاطبهم بصيغة الأمر ، أو بلهجة المستفهم الموبخ كأن تسأل : " لم تأخرت عن كي الملابس ؟!" أو " ألم تغسلي بعد ؟! " أو " كان يجب عليك أن تفعل ذلك . ." و إذا كان لا بد من التذكير فليكن ذلك بلطف و هدوء كأن تقول : " ظننتك سوف تغسلين " ، " ليته كان نظيفاً " ، " أعتقد أنك لو فعلت ذلك كان مناسباً " .
لا تضطرهم على فعل أمر يكرهون القيام به أو يبغضونه و لا تثقل كاهلهم بما لا يطيقون .
لا تصرخ في وجوههم ساخطاً ، و لا ترم ما في يدك غضباً أمامهم كما ترى ذلك كثيراً في الأفلام ، بل لا تقل لهم " أف" .
إذا كانوا طاعنين في السن أكثر من زيارتهم ، و إذا اعترضتهم ضائقة مالية و كنت ميسور الحال فمن الواجب عليك أن تبادر فوراً لقضاء حاجتهم كي لا يضطروا للطلب منك فضلاً عن غيرك .