أخطاء بمنهج الدراسات الإجتماعية بالصف الثانى الثانوى يرصدها معلمون فى تقرير بالنقد و التصحيح
* معلمو الجغرافيا: المنهج بمثابة تقرير دولى عن التنمية
* مؤشرات التنمية بالمنهج قديمة والتى تغيرت منذ عام 2010
* معلمون بالابتدائية قائمون على وضع المناهج
*مطالبات بهيكلة مركز المناهج واختيار أعضاء من الميدان لوضع المناهج الدراسية
لم تقتصر كوارث وأخطاء مناهج وزارة التربية والتعليم المصرية ممثلة فى مركز تطوير المناهج وفقًا لمعلمين، على الأفكار والمعلومات المتطرفة والتى تحث الطلاب على العنف وحمل السلاح، فبدأتها الوزارة بوضع دروس تحث على العنف والإرهاب على رأسها درس "نهاية القصور" بمنهج اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى والذى اعتبره البعض أنه يربى فى الطلاب الفكر الإرهابى الذى تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم الداعشى الإرهابى، حيث قررت الوزارة حذفه خلال الأيام القليلة الماضية.
معلومات وتواريخ مغلوطة.. وأسوأ مناهج للجغرافيا
وأوضح معلمون أن كوارث التعليم تواصلت فى بعض المناهج الأخرى على رأسها الجغرافيا والتاريخ للصف الثانى الثانوى، واللغة العربية للصف الأول الإعداداى، وبعض المعلومات والتواريخ المغلوطة، والتى رصدها المعلمون والموجهون الذىن يقومون بتدريس المناهج بالمدارس، فى الوقت الذى تقف فيه الوزارة ومركز مناهجها مكتوفى اليدين
فبالنسبة لكتاب الجغرافيا
والذى جاء تحت عنوان "جغرافية التنمية"، أكد مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم أن جغرافية التنمية من أسوأ المناهج التى تم تطويرها ووضعها لطلاب الصف الثانى الثانوى، مؤكدا أن المعلمين والموجهين بالميدان من بدء العام الدراسى وحتى الآن رافضين للمقررات والمنهج بنسبة كبيرة، لافتًا إلى أن جغرافية التنمية تدرس لطلاب الجامعات وليس طالب المرحلة الثانوية، قائلا: طلاب هذه المرحلة يجب أن تكون المقررات تتحدث عن أصول الجغرافيا وليست موضوعات متخصصة.
4 وحدات غير مترابطة بكتاب الجغرافيا
وحدد معلمو المادة جوانب قصور جاءت بمنهج الجغرافيا على رأسها أن الموضوعات التى تضمنها الكتاب غير مترابطة حيث تكون الكتاب من 4 وحدات لا علاقة لها ببعضها، بالإضافة إلى إقناع الطالب بأن جغرافية التنمية هى الأصل فى دراسة الجغرافيا بشكل أساسى علمًا بأن الأصل هو إثبات أن التنمية قضية جغرافية بالدرجة الأولى.
وصنف معلمون من إدارات الجمرك وشرق الإسكندرية وأرمنت بمحافظة الأقصر- من خلال تقرير تم إرساله إلى وزارة التربية والتعليم، وحصل "اليوم السابع" على نسخة منه- المنهج بأنه عبارة عن تقرير عربى أو دولى مثل تقارير التنمية البشرية، وأن معظم الموضوعات تم الاستعانة بها من شبكات الإنترنت ومحرك البحث "جوجل"، موضحين أن منهجية الكتاب غير سليمة حيث إنه بدأ بالتنمية الاقتصادية ثم البشرية ثم المستدامة وتغافل الأهداف الإنمائية للألفية مع أن كفالة الاستدامة البيئية هى الهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية، كما اعتمد المنهج على تكرار المعلومات فى أكثر من موضع بصيغة مختلفة مما أدى إلى صعوبة الإلمام بالمنهج. وأوضح التقرير أن المنهج لا يتناسب والمدة الزمنية المخصصة لدراسته، حيث يحتوى على معلومات حديثة تحتاج إلى فترة زمنية أكبر، كما أن المفاهيم والمصطلحات داخل الكتاب تميزت بأسلوب كتابتها الصعب لكونها مترجمة حرفيا مما يؤدى إلى صعوبة حفظها وفهمها من جانب الطالب وتحتاج معظم هذه المفاهيم إلى إعادة صياغتها من جديد، مؤكدين أن الفصل الأخير من الكتاب والذى يتحدث عن التنمية البشرية به العديد من الأخطاء المنهجية.
وكشف التقرير عن كارثة حقيقية تضمنها المنهج الدراسى وهى أنه عند الحديث عن دليل التنمية البشرية ودليل التنمية البشرية المرتبط بنوع الجنس تناول الكتاب مؤشرات الدليل القديم والتى تغيرت منذ عام 2010، كما تجاهل الكتاب حسب ما ورد بالتقرير الحديث عن التنمية المستدامة ولا مؤشراتها سوى فى الفصل الأول من خلال التعرف على مفاهيم التنمية وبين السطور داخل الفصول تم الاشارة إليها من وقت لآخر.
وفيما يتعلق بكتاب التاريخ والذى جاء بعنوان "مصر والحضارة الإسلامية"، كشف التقرير عن أن مجموعة من الأخطاء الكارثية حسب نص التقرير على رأسها أن المنهج طويل وضرورة وضع النشاط بعد كل وحدة وليس فى آخر الكتاب وكثرة رسم المربعات وتحتوى على معلومات تؤدى إلى تشتت الطلاب، بالإضافة إلى تضمنه الكثير من الأسماء والشخصيات التى تؤدى إلى عدم قدرة الطالب على حفظها.
تجاهل غزوات الرسول فى كتاب التاريخ
وأوضح التقرير أنه بالنسبة للوحدة الأولى "حضارات شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام" والتى تضمنت مجموعة من الدروس على رأسها ممالك الشام والعراق جاءت مختصرة وحذف منها الجانب الحضارى، كما تجاهل الكتاب غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم على رأسها غزوة بدر وغزوة الأحزاب وصلح الحديبية وغزوة حنين والطائف وتبوك وعام الوفود وحجة الوداع كما أنه بدأ بصلح الحديبية ولم يذكر شروطه ثم سرد فتح مكة.
ولفت التقرير إلى أن الوحدة الثانية والتى تتحدث عن الفتوحات الإسلامية فى عصر الخلفاء الراشدين والعباسيين والأمويين وخاصة فتوحات بلاد العراق تضمنت معارك كثيرة ومختصرة فى الشرح ولم تذكر أسبابها ونتائجها، كما اختصر الكتاب بعض المعارك المهمة على بعض المعلومات القليلة مثل معركة جبل طارق، كما أغفل الكتاب الحملة الصليبية الرابعة وانحرافها عن مصر، بالإضافة إلى ضعف وقلة المعلومات فى الحروب الصليبية.
كارثة.. توثيق معارك وأحداث بتواريخ خاطئة
وكشف القرير عن كارثة حقيقة، تمثلت فى أن بعض المعارك والأحداث التاريخية التى تضمنها المنهج جاءت تواريخها خاطئة منها موقعة القادسية، حيث ذكر الكتاب أنها كانت 14 هجرية و635 ميلادية فى حين أن تاريخ الموقعة الصحيح هو 15 هجرية 636 ميلادية، كما ذكر الكتاب البيعتين العقبة الأولى والثانية دون تحديد تاريخه، كما صنف الكتاب فى صفحتة رقم 18 إلى فتح مكة على أنها غزوة فذكر "غزوة فتح مكة".
تاريخ فتح الحيرة الوارد بالكتاب
واستطرد التقرير عن أن الكتاب أورد أن معركة الحيرة والتى دارت بين المسلمين بقيادة سيدنا خالد بن الوليد والإمبراطورية الفارسية، كانت فى عام 12 هجرية عام 633، موضحًا أن الصحيح هى 12 هجرية 634 ميلادية، كما ذكر الكتاب أن فتح خراسان كان عام 31 هجرية و692 ميلادية، لافتًا إلى أن الصحيح هو 31 هجرية و651 ميلادية.
تحريف تواريخ المعارك والحروب
وحسب التقرير فإن المنهج حرف تواريخ المعارك والحروب الموجودة والمؤرخة منذ آلاف السنين، حيث أكد المنهج أن معركة اليرموك وقعت فى 13 هجرية عام 634 ميلادية، مشيرًا إلى أن التاريخ الصحيح للمعركة هو 15 هجرية 636 ميلادية، وعن فتح بيت المقدس فذكر الكتاب فى صفحته رقم 61 أن الفتح تم عام 15 هجرى سنة 636 ميلادية فى حين أن الصواب هو 16 هجرية عام 637 ميلادية، وحدد الكتاب فى صفحته رقم 63 والتى تحدثت عن فتح مصر أن تاريخ الفتح هو 21 هجرية، فى حين أن الأصح هو 20 هجرية عام 641 ميلادية.
وقال التقرير إنه ضمن الأخطاء الفادحة التى يجب أن يحاسب عليها كل من ساهم فى وضع المنهج، هو أن الكتاب ذكر فى صفحته رقم 64 فتح سبيطلة وأعلن أنه تم عام 27 هجرية عام 648 ميلادية، موضحا أن الأصح والصواب هو 28 هجرية 649 ميلادية، وفتح بخارى تم عام 90 هجرية 708 ميلادية فى حين أن المنهج ذكر أن تم عام 709 ميلاية، وشددا التقرير على أن المنهج ذكر مجموعة من الحكام منهم حسان بن النعمان وموسى بن نضير وعبد الرحمن الغافقى لم يتم تحديد فترة ولايتهم.
وأوضح التقرير أن المنهج ذكر أن الدولة الطولونية بدأت 245 ـ 292 هجرية و868، 925 ميلادية فى حين أن الصواب هو 245 ـ 292 هجرية و 868، 905 م.
وأكد المصدر فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن مركز المناهج حذر مدير عام تنمية المواد بالوزارة من اجراء أى تعديل على المنهج دون الرجوع إليه، لافتا إلى أن خلاف بين المركز ومديرى عموم تنمية المواد" مستشارى المواد سابقا" موضحا أن المناهج كارثية ويجب وضع حد للمهازل التى تحدث داخل مركز المناهج، متسائلا كيف لمركز المناهج أن يضع معلومات وتواريخ غير صحيحه تدرس للملايين من الطلاب؟.
القائمون على تطوير المناهج معلمون بالمرحلة الابتدائية! وأوضح أن العديد من القائمين على وضع المناهج وتنقيحها ومراجعتها وتطويرها غير مؤهلين، لافتا إلى إن بعض منهم يعمل فى وظيفة معلم مرحلة ابتدائية، لا علاقة له بمنهج المرحلة الثانوية.
وعن كارثة كتاب اللغة العربية للصف الأول الإعدادى هو احتواءه على معلومة مغلوطة وكارثية والتى اعتبرها البعض تضليلا للطلاب، جاء نصها كالتالى" تأخرت رحلة مكوك فضائى مرة حين تبين أن طائرا من طيور نقار الخشب قد نقر فى غلاف خزان الوقود 75 ثقبا مما أدى إلى تعطل الرحلة