«إلغاء الشهادة الابتدائية» بين المصلحة وحقل تجارب.. «تقرير»
الخميس 03/أغسطس/2017 - 08:41 ص
جاء إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، عن قرار وزاري مرتقب باعتبار الصف السادس الابتدائي مجرد سنة نقل عادية، وإلغاء مسمى الشهادة الابتدائية فقط، ليتسبب في حالة جدل بين المعنيين بالشأن التعليمي، وأولياء الأمور.
وجاء ذلك القرار على غرار قرار رقم 139 لسنة 1981م، والذي ينص على أن الصف السادس ليس شهادة، وبذلك تكون مدة مرحلة التعليم الأساسي 9 سنوات حلقتين تكتملان ببعضهما، ويكون الصف الثالث الإعدادي شهادة المرحلتين سويًا.
إلغاء الصف السادس
ولم يكن قرار "شوقي" بخصوص الشهادة الابتدائية الأول من نوعه، حيث كان القرار الذي اتخذه الدكتور« فتحي سرور»، وزير التربية والتعليم منذ أكثر من 25 عاما، بشأن الشهادة الابتدائية عام 1988 م، مقاربًا لهذا القرار الحالي، والذي نص على إلغاء الصف السادس الابتدائي، واعتماد الصف الخامس كنهاية ومتمم للمرحلة الابتدائية، وذلك اعتدادًا بكثرة أعداد التلاميذ، بما لا يتناسب مع المباني، والفصول، الأمر الذي كاد أن يسبب - وقتئذ - أزمة في المنظومة التعليمية، فكان لابد من تخفيض سنوات التعليم سنة واحدة، ولاقى القرار ترحيبا من مجلس الشعب حينها.
عودة من جديد
لم يتوقف تضارب القرارات عند هذا الحد، حيث خرج الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وزير التربية والتعليم الراحل، معلنًا عودة الصف السادس الابتدائي مجددا عام 2005/2004، واعتماده كشهادة للمرحلة الابتدائية، حيث رأى أن الدولة ليست بحال متعسرة تجعلها تتخلى عن عام دراسي لتقليل النفقات، ويمكن معالجة المشكلة بتخصيص نفقات محددة للظروف الطارئة، واستثمارها لبناء مدارس، بما يتسع لكثافة الأعداد، فلا يشكل العدد - وقتها- عائقا أمام الطلاب، أو منظومة التعليم.
والغريب أنه سلسلة إجراءات لاحقة لم يتم البت بها، ولم تصدر كقرارات رسمية، ولم تُوضع موضع التنفيذ فتارة تظهر شائعات بإلغاء الشهادة الابتدائية، وأخرى باعتمادها كشهادة، وحينًا إدعاءات بتقليص سنوات الدراسة، لكن لم يتم تنفيذ أيٍ من ذلك، حتى أعلن الدكتور «طارق شوقي» قرار الوزارة بإلغاء الشهادة الابتدائية.
جدل واسع
ولم يسلم إعلان الوزير الحالي عن إلغاء الشهادة الابتدائية من الجدل، فرآه البعض في مصلحة الطالب، وولي الأمر، ويقلل من فرص استغلاله في الدروس الخصوصية، كما أيده تربيون كونه سبيلا لتخفيض النفقات على امتحانات الشهادات، والتصحيح، والكنترولات، وتجعل الطالب يتمتع بمرحلة دراسية بعيدا عن ضغط الامتحانات، فتكون بمثابة تجربة هدفها الإفادة لا التقييم وحسب.
فيما رأى آخرون أن القرار المرتقب له تبعاته، وأثره على المدى البعيد، حيث تعاني الجامعات حتى الآن من فراغ في السلم التعليمي، عقب قرار صدر عام 1988 بإلغاء الصف السادس.
وبين مؤيد ومعارض لقرار إلغاء الشهادة الابتدائية، يبقى تساؤل ينتظر إجابة عملية من وزارة التعليم، مفاده «هل إلغاء الشهادة الابتدائية حل لبناء جيل واعد، أم أن التلميذ بات حقلا لتجارب التغييرات والقرارات الوزارية المتضاربة؟».